اقتصادتجارة إلكترونية

إيجابيات وسلبيات تجارة العملات (الفوركس)

تجارة العملات أو ما يعرف بالفوركس هي تجارة كغيرها من أنواع التجارة لها إيجابيات وسلبيات، ولا تصلح للجميع.

إذا كنت تفكر في البدء بإستثمار أموالك في سوق تداول العملات أو الفوركس، فقد تتسائل عن سلبيات وإيجابيات الإستثمار فى هذا المجال.

الآن في كل مكان تذهب إليه، تشاهد إعلانات وسطاء الفوركس عبر الإنترنت يقولون كيف يمكنك البدء في التداول معهم حتى مع وجود رأس مال صغير، يصل إلى ١٠٠ دولار، وكيف يمكنك أن تحقق أرباح ضخمة وكل هذا الكلام.

قبل أن تقفز مباشرة إلى هذا العالم المحفوف بالمخاطر، يجب أن تفكر في وضعك بعناية فائقة. 

إن تداول العملات “الفوركس” ليس للجميع.

ما يقوله البعض حقيقي، يمكنك البدء في الإستثمار برأس مال منخفض للغاية وربما تكسب حتى ١٠٪ في اليوم، ولكن إذا لم تكن تعرف ما تفعله، فإن فرص حرق أو خسارة كل أموالك في تجارتك الأولى فى هذا المجل ستكون عالية جداً جداً.

يمكن أن يكون لتداول الفوركس – مثله مثل معظم أنشطة التداول – خصائص مناسبة وغير مناسبة للمتداولين. 

لذا يجب على الأفراد الذين يسعون للدخول إلى سوق تداول العملات/الفوركس أن يزنوا مزايا وعيوب الفوركس من أجل تقرير ما إذا كان هذا السوق جذابًا ومناسبًا لهم أم لا.

لذا وبدون الكثير من المقدمات، دعنا نبدأ فى مقالة اليوم.

أولاً: إيجابيات الإستثمار فى تجارة العملات أو الفوركس

على الرغم من وجود بعض المخاطر فى مجال تداول العملات “الفوركس” إلا أن هناك العديد من المزايا التي يمكن أن تجعل التداول فى هذا المجال نشاطًا مربحًا وجذابًا. وتشمل هذه الإيجابيات ما يلي:

١- السيولة

سوق الفوركس هو أكبر سوق عالميًا من حيث الحجم. هذا يعني أن هناك عادةً سيولة كافية للتداول فى هذا السوق، خاصةً في أزواج العملات الرئيسية. 

عادة ما يتم منح المتداولين الذين يعملون لدى شركات “وساطة تداول العملات” سيولة كافية للتداول.

حيث أن شركات الوساطة نفسها ستتخذ عادة الموقف المعاكس للتداول عندما تكون السيولة نادرة في أجزاء أخرى من السوق.

٢- إمكانية البيع السريع

قد يتطلب البيع بشكل عام في بعض الأسواق (كأسواق الأسهم) إقتراض الأصول والتعرض للمخاطر التي يمكن أن يقوم المقرض بإستبدالها بصفقة قصيرة. ولكن بيع العملات سريعاً يعتبر أسهل نسبياً من الإستثمارات الأخرى. 

حيث يتم شراء وبيع العملات في أزواج، وهذا يعني أنه كلما إشترى متداول عملة واحدة، فإنهم يبيعون عملة أخرى فى نفس الوقت.

مثلاً إذا إشتريت جنيه/دولار فهذا يعنى أنك إشتريت جنيهاً وبعت دولاراً والعكس صحيح. 

لذلك يحتاج المتداولون الذين يتوقعون أن تنخفض قيمة العملة إلى بيع تلك العملة فقط وشراء عملة أخرى مقترنة بها، دون أي إقتراض في هذه العملية.

مع التنوية إلى أننا دائماً لا ننصح بإقتراض الأصول أو العمل بطريقة “الرافعة المالية” لا في الفوركس ولا في سوق الأسهم حتى، لعدة أسباب سنذكرها لاحقاً.

٣- هناك “إحتمالية” أن تقوم بجنى أرباح بشكل سريع

سوق تداول العملات “الفوركس” سريع الحركة كثيراً ولديه سيولة كبيرة. 

هذه الخصائص، مقترنة بالسيولة المالية المرتفعة المتاحة عادة لتجار الفوركس، تعني إحتمال وجود عوائد أسرع في سوق الفوركس عن بعض الأسواق الأخرى. مثلاً في أسواق الأسهم قد يحتاج المتداولون إلى إنتظار نمو قيمة الأصول “الأسهم” على المدى الطويل لجني العوائد، وهو ما يحدث فى سوق الأسهم في معظم الأوقات. 

لكن هذا لا يحدث فى سوق العملات، حيث يمكنك بيع العملات بشكل سريع مما يعنى جنى الأرباح بشكل سريع أيضاً.

٤- سهولة الوصول

يعد سوق تجارة العملات “الفوركس” من أكثر الأسواق التي يسهل الوصول إليها للمتداولين الأفراد. 

حيث يمكن للمتداولين إنشاء حساب فوركس في غضون فترة من يوم إلى ثلاثة أيام وبدء التداول بمبلغ ٥٠ دولاراً فما فوق (أحياناً أكثر وأحياناً أقل). 

كما يمكن إجراء التداول عبر معظم شركات السمسرة عبر الإنترنت ويمكن للمتداولين الوصول إلى أسعار السوق في الوقت الفعلي والأخبار ومخططات الأسعار والأدوات والإستراتيجيات من خلال منصات التداول عبر الإنترنت أيضاً.

كما يفتح سوق الفوركس ٢٤ ساعة في اليوم، مما يعني أن تداول الفوركس يمكن أن يتناسب بسهولة مع جداول المتداولين أكثر من بعض أنواع التداول الأخرى. 

٥- توفر العديد من إستراتيجيات الربح فى هذا المجال

يقدم سوق تداول العملات “الفوركس” بشكل جيد الكثير من الإستراتيجيات والخطط التى تساعد فى الربح من هذا المجال. على الرغم من أن تجار الأسهم والسندات قد يحتاجون إلى الخوض في الأساسيات وتعلم بعض الإستراتيجيات الصعبة للتأكد من أن الأسهم التى إشتروها من سوق البورصة ستحقق أرباحًا، فيمكن لتجار الفوركس الحصول على أرباح بشكل متكرر بإستخدام الإستراتيجيات والتحاليل الفنية لمخططات الأسعار. 

ثانياً: سلبيات الإستثمار فى تجارة العملات أو الفوركس

١- قد يواجه المتداولون الصغار بعض المصاعب فى هذا المجال

يتم تداول أكثر من ٥ تريليونات دولار أمريكي يوميًا في سوق الفوركس العالمي وما زال الجزء الأكبر من هذا التداول يقوم به لاعبون رئيسيون مثل البنوك وشركات الإستثمار وغيرها من المؤسسات المالية الكبيرة. نظرًا لحجم تداولهم، وزيادة قدرتهم على الوصول إلى المعلومات والتكنولوجيا، لذلك يمكن أن يتمتع هؤلاء اللاعبون بميزة طبيعية تؤدي إلى تحديد الأسعار والتأثير على حركات الأسعار في السوق. 

لكن هذا لا يختلف كثيراً عن باقى الأسواق، حيث أن هذا واقع ويحدث فى معظم الأسواق، لكن هذا يبرز ويكون واضح بشكل خاص في سوق الفوركس. 

لذلك يجب على المتداولين مواكبة التغييرات المتسارعة في سوق العملات للتأكد من أن تداولهم سيكون مربحاً. 

٢- سوق تداول العملات هو سوق ملئ بالتقلبات

يمكن لجميع الأسواق أن تظهر تقلبًا من وقت لآخر (كما يحدث فى سوق الأسهم، خصوصاً على المدى القصير)، ولا يختلف سوق الفوركس عن تلك الأسواق أيضاً. 

لذلك قد يتعرض تجار الفوركس الذين يأملون في تحقيق أرباح قصيرة الأجل (أى على المدى القصير) إلى تقلب شديد غير متوقع في بعض الأحيان، مما قد يجعل إستراتيجيات تداولهم غير مربحة، وأحياناً قد يخسر المتداولون كل أموالهم إذا لم يخططوا جيداً أو يستعدوا لتلك التقلبات. 

لذلك إذا كنت ترغب فى بدء الإستثمار فى سوق العملات، فيجب عليك أن تكون ملماً بأحوال السوق وأن تعرف ماهية المجال الذى تريد أن تستثمر فيه. كما يجب عليك أن تقرأ أكثر حول هذا المجال وتتعلم من الكثير من المصادر الموجودة عبر الإنترنت.

حيث أنه لا يوجد رأى واحد على صواب، لذا يجب عليك أن تستمع إلى المعلومات حول هذا الموضوع وتأخذ منها ما يفيدك وما يتناسب مع نمط/نهج الإستثمار الذى تنوى أن تتبعه. 

نتمنى أن تكون موفقاً فى رحلتك، كما نتمنى أن تكون قد إستفدت من هذا المقال وأن يكون قد وضح لك بعض الإيجابيات والسلبيات فى مجال الإستثمار فى تجارة العملات “الفوركس”.


اكتشاف المزيد من تجارة واقتصاد

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى